رئيس التحرير : مشعل العريفي

سعيد الوهابي: لماذا يتحدث الوزراء للإعلام الغربي ويتجاهلون المحلي؟

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد: انتقد الكاتب "سعيد الوهابي" عبر مقال نشره موقع "عين اليوم " بعض الوزراء السعوديين لحديثهم إلى وسائل إعلام غربية مع تجاهلهم الإعلام المحلي . وقال الوهابي : ثلاثُ وزراء، وزير البترول علي النعيمي ووزير الخارجية عادل الجبير ووزير الثقافة والإعلام عادل الطريفي، تحدثوا خلال الشهرين الماضيين إلى وسائل إعلام غربية أو في مراكز بحث ومؤتمرات خارجية، في نفس الوقت هم وبقية الوزراء يتجاهلون الحديث للإعلام المحلي. الشئ الإيجابي الوحيد الذي يُحسب لوزير الإسكان ماجد الحقيل ـ حتى الآن ـ هو حديثه لمؤسسة بحث محلية (مركز أسبار) في الرياض بشكل مطول وتفصيلي عن سياسات وزارته.
وأضاف الكاتب :علي النعيمي قبل أسبوعين في هيوستن كان له خطاب تاريخي استمر لما يقارب 40 دقيقة، تفصيل ممتاز لسياسات السعودية والعالم حول النفط والمناخ منذ انخفاض أسعار البترول وخلال السنوات القادمة. هذا ليس رأيي فقط فقد وصفه الدكتور أنور أبو العلا رئيس مركز اقتصاديات البترول بأنه ـ الخطاب ـ “أفضل خطاب لمعاليه على الإطلاق”.

وأشار الوهابي قائلا:عادل الجبير وزير خارجية وقد يكون من المتفهم مقابلته المطولة والمهمة مع مجلة شبيغل الألمانية والتي شرح فيها موقفنا في سوريا، ثم لقاء مع سي إن إن، وروسيا اليوم، ومقالين في نيويورك تايمز ونيوزويك…والقائمة تطول، لكن أليس من حق المواطن في الداودمي أو بيشة أن يعرف موقفنا الشائك مع إيران واحتمال دخولنا الحرب في سوريا؟ حزب الله وتركيا..
عادل الطريفي ذهب قبل أسبوعين إلى واشنطن وألقى كلمة في مركز كارنيغي للسلام الدولي ثم أجاب على أسئلة صحفيين وباحثين، بعدها إلتقى بصحفيين من واشنطن بوست ومجلة بوليتيكو وباحثين من مراكز بحث في واشنطن. مما اطلعت عليه من أحاديث الطريفي أنها كانت قيمة ومهمة جداً، سواء في سياساته داخل الوزارة، أو موقفنا من إيران وفي اليمن.
ربما يتحدث وزير سعودي من فترة وأخرى إلى الإعلام المحلي، ولكن لغة الخطاب غالباً ما تكون إنشائية، يكثر فيها عبارات مطاطية مثل “بحث سبل التعاون المشترك” أو “لن نألو جهداً في خدمة المواطن”، لكن زبدة الكلام لن تجدها إلا في الإعلام الخارجي.
الكاتب الغير إخواني والغير مقرب من السلطة جمال خاشقجي استشعر نفس الفكرة فهو يقول في مقال له مؤخراً أنه “حان الوقت أن يسمع الشعب السعودي، وفي شكل مباشر ودقيق، خطاباً يوضح ويفصل مفاصل المعركة وأسبابها…لقد حان الوقت لأن يستمع المواطن لخطاب موجه من الداخل”. نعم أنا وكثير من الشباب في السعودية نحتاج أن يخرج وزير المالية العساف ولو لمرة واحدة على الهواء مباشرة في مناظرة مع كتاب إقتصاديين، اتمنى أن أشاهد وزير التجارة والصناعة في حوار وجه لوجه ومباشر في العربية أو الإخبارية أو روتانا خليجية، أريد أن اقرأ مقال لوزير الصحة في الشرق الأوسط أو “عين اليوم”، إن كنت محظوظاً بمعرفتي اللغة الإنجليزية فهناك الملايين من أبناء بلدي من لا يجيدونها، ولهم كل الحق أن يعرفوا ما يقوله الوزراء بلغة الدولة الرسمية.
وختم الكاتب مقاله قائلا :هناك نقطة أخيرة وهي هل الصحافة والإعلام السعودي لديه من الكفاءات لمحاورة وزير واستخلاص أهم ما لديه وما يخفيه؟ نعم. هناك العشرات ممن ينتظرون إشارة من أي وزير. حوار الصحافي جميل الذيابي الأخير مع الرئيس اليمني في صحيفة عكاظ يختصر كل شئ، قطعة صحفية توزن بالذهب، فقد تحدث الوزير بشكل تفصيلي ومثير للإهتمام ليجيب عن أسئلة معدة بشكل ممتاز.هذا ما نحتاجه الآن من وزرائنا، نعم تحدثوا للصحافة الغربية لكن لا تنسوا إخوان لكم في السعودية.

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up